مرحبا بك في الموقع الرسمي لمركز العلم والثقافة

الرئيسية    |    من نحن    |    اتصل بنا

 
 
 

2023-06-03 السبت, 14 ذو القعدة 1444 05:19 مساءً

 

 

مقابلة حول أدب الأسير والأديب الفلسطيني باسم خندقجي


 تاريخ النشر: 3/5/2021م  

 
مقابلة حول أدب الأسير والأديب الفلسطيني باسم خندقجي

مركز العلم والثقافة - فلسطين

 

باسم خندقجي تجربة أدبية نادرة، واسم بارز يسجل ضمن أبرز أدباء  الألفية الثالثة في الأدب الفلسطيني، لاسيما نتاجات فضاء مكاني استثنائي "الأسر"، فقد برز حطم خندقجي سجنه، وحلق بقلمه وفكره خارج فضاء سجنه؛ ليتربع على المشهد الأدبي، ويثري المكتبة الفلسطينية بأعمال أدبية متفردة بحبكتها وموضوعاتها، جديرة أن تكون مادة للنقاد؛ لإبراز تقاناتها السردية، والكشف عن مواطن الإبداع والقوة فيها.
ورغم حالة الكساح الفكري التي يحاول الاحتلال أن يحدثها في السجون، من خلال جعل الزمن يمر في السجن متشابه، فيوم الأسير كأمسه، إلا أن الفلسطيني أدرك أن معركته في هذه المرحلة مع الاحتلال معركة وجود، وأن يكسر أرقام عده رغمًا عن أنفه، وخندقجي يعد أنموذجًا من بين نماذج مختلفة لأسرى خلقوا الإبداع، واستطاعوا أن يلحقوا بالحياة وتغيراتها خارج السجن.

 

وللتعرف أكثر على الأسير والأديب الفلسطيني باسم خندقجي، كان لي لقاء مع أخيه يوسف خندقجي؛ ليحدثنا عن باسم وعن أبرز ملامح تجربته الأدبية، وعن مخاض أعماله الأدبية.

 

 من هو باسم  خندقجي؟

 

ولد باسم محمد صالح أديب الخندقجي في تاريخ 22 ديسمبر/ كانون الأول 1983ودرس في مدارس محافظة نابلس.
حيث التحق بعدها بجامعة النجاح الوطنية للدراسة في قسم الصحافة والإعلام، عاصر الانتفاضة الأولى في طفولته.
وأثّرت هذه الأحداث على توجهاته السياسية والتحق بصفوف حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقاً وكان عمره آنذاك 15 عاماً.

 

وكان من النشيطين هو ومجموعة من رفاقه في داخل المدرسة، اعتُقِل باسم في 2 تشرين الأول/ نوفمبر 2004   عندما كان في سنته الجامعية الأخيرة على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل، والتي أدّت إلى مقتل 3 إسرائيليين وجرح أكثر من 50 إسرائيلياً، رغم أن باسم لم يقم بأيّ نشاط عسكري خلال العملية.
حُكِم عليه في 7 تموز/ يونيو 2005 بثلاثة مؤبّدات وفي شهادة الصليب الأحمر الدولي أنه محكوم مدى الحياة.

 بالإضافة إلى اتهامه بالمشاركة في "عملية سوق الكرمل" طالبته السلطات الإسرائيلية بتعويض عائلات قتلى العملية بمبلغ 11.6 مليون دولار.

يمضي باسم في عامه الثامن عشر داخل سجون الاحتلال، ويقبع حالياً في سجن جلبوع.

 

هل أنهى خندقجي تعليمه الجامعي؟

 

استطاع باسم اكمال تعليمه الجامعي بجدارة، حيث واجه صعوبة كبيرة في ذلك جراء قيود وعقوبات ما يسمى مصلحة السجون الصهيونية، وقيامها بنقله إلى عدة سجون، إلا أنه بعزيمته وإرادته تخرج من جامعة القدس المفتوحةببكالوريس تنمية مجتمعية، وحصل على الماجستير في العلوم السياسية، وينوي حاليًا الحصول على الدكتوراة.


ما هي أبرز المشارب الثقافية التي نشأ عليها؟

 

ينحدر باسم من أسرة تهتم بالثقافة والأدب ولديهم المكتبة الشعبية في مدينة نابلس، وقد كان لباسم اهتمام منذ الصغر في القراءة حيث كان يقضي معظم وقته بين الكتب، وبعد المدرسة لا يذهب للبيت بل تكون وجهته الأولى هي مكتبة والده.

  في عمر العشر سنوات قرأ باسم رواية حنا مينة نهاية رجل شجاع هذه الرواية التي قد لا تتناسب مع عمره، وهذا ما أثار اهتمام الصحفي الفلسطيني سميح محسن فأجرى معه لقاء صحفيا لصالح جريدة الطليعة المقدسية في ذلك الوقت حول مفهوم الرواية.

بجانب المكتبة الشعبية كانت مكتبة البيت مليئة بالكتب المختلفة، فباسم يقرأ التاريخ والفكر والفلسفة والفكر الشيوعي والماركسي والشعر.

 

  • هل أدبية خندقجي موهبة لصيقة قبل السجن؟ أم نتاج اعتقالي؟
  •  

كان لباسم دفتر خاص به يكتب فيه، كان يكتب الشعر وبعض المقالات لديه موهبة الكتابة من قبل السجن لكنها كبرت، تطورت أكثر في الأسر.

 

  • إذاكانت موهبة فهل كان السجن مؤثرًاوصاقلًا لها؟
  • هي موهبة تم الاهتمام بها داخل الأسر حيث كرّس باسم وقته للكتابة والقراءة وتطوير أساليبه في الكتابة والحصول على أكبر قدر ممكن من الكتب المختلفة؛ حيث كان حريصًا على أن يحصل على كتاب واحد على الأقل عند زيارة أهله له، وكان يطلب كتب الشعر والمقالات الفكرية والسياسية والتجربة الأسيرة وكتب الرواية.

 

  • كيف اكتشف باسم  ذاته الأدبية؟
  • أعتقد أن باسم عرف كيف يكرس وقته في القراءة والكتابة، باسم إنسان شغوف ومتعطش للمعرفة ولديه حس أدبي رائع قادر من خلاله آن يكوّن أسلوبه الخاص في الكتابة.
    ما زال باسم في رحلة اكتشاف الذات وخاصة الذات الأدبية وهذا ما يجعله شغوف ومثابر في القراءة فلو كشف باسم ذاته بشكل كامل لملّ وتوقف عن القراءة وحتى الكتابة وهنا يكمن سر كل كاتب وقارئ في حبه لسير طريقه الخاصة لكشف الذات والموهبة، وفي حالة باسم فهو متعطش جدًا؛ خاصة وأنه لا يحصل على كل ما يريد من كتب؛ بسبب سياسات الاحتلال بعدم السماح لبعض الكتب بالدخول للسجن، فيكون دور باسم هنا أكثر تعقيداً؛ ليبحث عن كل معلومة وكلمة قادرة أن تساعده وتطوره في مسيرته الأدبية.

 

  • ما هي أبرزالآداب التي تأثربه وكانت مدرسته المتبعة في انتاج أعماله الأدبية؟

باسم اعتاد أن يقرأ الكثير من الكتب بكافة أنواعها، اختم بالفلسفة الماركسية والمدرسة الفرانكفورتية، ويقرأ لمنظري علم الاجتماع مثل كانت وماكس فيبر ودوركهايم ويقرأ لميشال فوكو، هذا من جهة ومن جهة أخرى فهو متأثر بحنا مينة ومحمود درويش وإلياس خوري.

 

  • كيف تصل أعمال خندقجي الأدبية للخارج للانخراط في الحياة الأدبية خارح  السجن؟
  •  

هذه عملية صعبة ومعقدة جداً حيث هناك طرق معينة مثل الكبسولات والتي تكون رسائل صغيرة جداً مغلفة بالمآزق الشفاف وتخرج مع أسير محرر٫أو من خلال إخراج العمل مع أسير على أنه من مقتنيات الأسير المحرر، ومن ثم يتم التواصل مع أهل باسم لاستلام العمل، لكن أحيانا لا تنجح هذه الطريقة وتصادر الإدارة العمل مما يجعل من باسم أن يكتب نسخة أخرى لكي لا يفقد عمله وهذا عمل جداً صعب، أحياناً في المكالمات السرية يقوم باسم بنقل جزء من عمله صوتيا وهذا أمر صعب آيضاً.
 وفي طريقة أخرى من خلال الرسائل المكتوبة التي تكون بدايتها وكأنها رسالة شخصية للعائلة ومن العمل وذلك لكي لا تصادرها الإدارة.

 

  • الكتابة فعل خاضه جل المعتقلين، فكيف برع خندقجي في استخدام الأدوات الفنية واتباع معاييرالكتابة؟
  •  

باسم لا يقرأ فقط الكتب من نظرة قارئ بل هو يستفيد ويعرف طبيعة الكتابة ويطور نفسه فيها، فقد كتب باسم السرد التاريخي وكتب المقالات وكتب الرواية التي تتحدث عن البطل بطريقة شخصية، استطاع أن يجمع بين العام وبين الخاص الشخصي، لديه عناصر التشويق والمعلومات والتاريخ ولديه قدرة على ترتيب الأحداث بطريقة سلسة، ولكنها أيضاً تخلق فضول للقارئ وتشده أكثر نحو العمل، ونستطيع أن نرى ذلك من خلال تقديم الكتاب بروايات باسم مثل إبراهيم نصر الله وشقير وغيرهما.

 

  • هل أهدرالاحتلال نصوصًا لخندقجي ، وهل مارس طغيانه على نتاجاته الأدبية؟
  •  

بالطبع هناك العديد من الأعمال التي لم ترَ النور؛ بسبب سياسات الاحتلال المجحفة بحق الأسرى الفلسطينيين، وهذا ما يجعل الاسرى يقومون بعمل أكثر من نسخة يدوية لعدم فقدان عملهم الذي يستغرق وقت وجهد بالبحث والكتابة.

 

  • ما أهم الصعوبات التي تواجه خندقجي لانتاج عبقرياته ، وما المساحة الزمنية المتاحة ليمارس خقندقجي طقوس الكتابة داخل سجنه؟
  •  
  • هناك الكثير من الصعوبات وأولها هي التجربة الانسانية البحتة القادرة على اكتشاف العالم والناس، لكن باسم موجود في سجن لا يوجد حرية لا في التجارب الطبيعية ولا في القدرة على التنقل من مكان إلى آخر، يحتاج أي كاتب إلى مساحته الخاصة الشخصية في الكتابة وهناك أجواء معينة أيضاً تساعد الكاتب على الانتاج والإبداع، وباسم محروم من هذه الأجواء ومع ذلك فهو قادر على تخطي هذه الأمور المحروم منها والتركيز على الكتابة والإنتاج، ومن ناحية أخرى أحياناً كثيرة يحتاج باسم إلى كتب ومصادر معينة تساعده في عمله لكن لا يستطيع الحصول عليها فيلجأ لطرق بحث أخرى أكثر صعوبة وتعقيد.

 

  • ما مدى تأثيرالمشارب الأيدولوجية المختلفة في السجن في صقل شخصية خندقجي الأدبية؟

 

  • يناقش باسم الكثير من الأسرى من كافة الفصائل ويقوم أيضاً بإلقاء المحاضرات ويعلم (الأطفال الأسرى) ويتحدث مع الجميع ويناقش الأسرى المختلفين عنه بالفكر الأيديولوجي أثناء الفورة (الوقت الذي يخرج به الأسرى إلى الساحة) ومن خلال التعرف على الآخر بفكره وأيديولوجيته تأثر باسم وأثّر في نفس الوقت.
  •  
  • هل نرجس العزلة مقتطف من حياة خندقجي؟

 

لا نستطيع آن نقول إن نرجس العزلة هي تمثل حياة باسم فهي ليست رواية سيرة ذاتية، بل قام باسم بعمل روائي عظيم بدمج الخاص مع العام وقدرته على استخدام بعض من ذكرياته الخاصة، ودمجها مع خياله العام وفضائه لتتناسب وتتناغم الأحداث مع بعضها البعض.

من يعرف باسم جيداً سيعرف من خلال القراءة إن كان يتحدث عن نفسه أم لا، ومن لا يعرف باسم تترك له فرصة التعرف على الكاتب من خلال بطل الرواية.

 

  • لماذا خرج خندقجي في أدبه عن الأدب السائد في السجن (تجسيدا لاعتقال) عائدًا إلى التاريخ؟

 

قد كتب باسم عن التجربة الأسيرة مثل سلسلة هكذا تحتضر الانسانية إلا أن باسم هو حر الفكر ولا يستطيع أن يحدد نفسه في إطار السجن وما يحصل به.

باسم يحاول الخروج من خلف القضبان من خلال كلماته، يسافر عبر الزمن إلى حياة المهدي ومن ثم يذهب ليرى ما حصل لبدر الدين ويأتي إلى الحاضر البعيد عنه جسدياً ليصقل روحه خارج السجن ويعيش حياة العزلة الخاصة به، ويمارس حياة الانسان الطبيعي خارج السجن ويستخدم موقعه الشخصي على الفيسبوك مثلاً وهو لم يستخدمه بالأساس وبالحقيقة.

باسم يسعى ليكون هذا الكاتب القادر على تحرير عقله والكتابة بطريقة إبداعية لا تختلف عن الكتاب خارج السجن، لديه الموهبة ولديه القدرة على اثقال مايدور في عقله من أفكار؛ليضعها على شكل كلمات وقد أبدع في هذا المجال.


ما أبرز ما كتبه خندقجي داخل سجنه؟

 

من كتابته داخل السجن "مسودات عاشق وطن" وهي عبارة عن 10 مقالات تحكي عن الهمّ الفلسطيني "وهكذا تحتضرالإنسانية" وهي عبارة عن تجربة الأسير الفلسطيني داخل السجون وهمّه اليومي.

وصدر لباسم ديواني شعر بعنوان "طرق على جدران المكان" و "شبق الورد أكليل العدم " ، وأيضاً دراسة عن المرأة الفلسطينية وكتاب "أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية". وله روايات: "مسك الكفاية: ﺳﻴﺮﺓسيدةﺍﻟﻈﻼﻝالحرة"،و"نرجسالعزلة" و"خسوف بدر الدين" و"أنفاس امرأة مخذولة"

إن جملة الإبداعات التي خرج بها خندقجي من داخل المعتقلات متحديًا كل المعيقات، تجسد معاني التحديعند المعتقل الفلسطيني، حتى لو كان الأسير يقامر على حساب حياته، فهو يدرك أن معركته لم تنتهي مع المحتل عند لحظة اعتقاله، بل ينتزع  من سجانه الحياة، ويواصل مسيرته، ويحجز لنفسه مكانًا في الحياة خارج السجن؛ ليصبح اسمًا له قيمة متفردة وأصيلة.

 

أجرت المقابلة: هبة محمود الأسطل

 

اضف تعليق

طباعة

عودة للخلف

عدد القراء: 10517

عدد تعليقات: 0

 
 
 
 
 
 
  • مشروع نفحات مكتبية

  • أنشطة العام 2011

  • مشروع زمام المبادرة التدريبي الشبابي 2011

 

سجل أيميلك هنا ليصلك

 أروع المنشورات وآخر المستجدات

لدى مركز العلم والثقافة - غزة

 
 

الرئيسية   |   أخبار المركز   |   المكتبة   |   روضة فرح ومرح   |   المجلة المحكمة   |   الحديقة   |   جريدة ثقافية   |   إصدارات   |   مشاريع   |   منتديات   |   ألبوم الصور   |   اتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة لدى مركز العلم والثقافة

2011م - 2012م

فلسطين - النصيرات

 

تصميم وبرمجة

ألوان للدعاية والإعلان