من الصعب أن نقيس حجم النهوض الحضاري بحجم المنابر الثقافية المتنورة، لكن يمكننا أن نلمس من خلال تلك المنابر حجم الاهتمام بالصعود الحضاري، الذي لا يغفل جوانب الاهتمام  بمحاور ذلك النهوض.

قبل أسابيع زارني أحد المهتمين بالمشهد الثقافي، فقلت له: لا دليل على وجود حياة ثقافية طالما أهملت منابرنا الإعلامية المشهد الثقافي من أجندتها، سواء أكان ذلك في الصحف اليومية أم الأسبوعية...، في المنابر الإذاعية أم المرئية.

سيقول قائل: وماذا عن هذا الحجم الموجود من تلك المنابر؟! وكنت قلت وسأقول: كثير من تلك المنابر يغرق في الوسائل التقليدية، ويهمل روح الإبداع في توظيف وسائلها. ما فائدة الإذاعات إذا لم تنهض بالعمل الدرامي والفني وفتحت الآفاق أمام المبدعين! وما فائدة المحطات التلفزيونية إذا اقتصرت على الضيف وديكور الأستوديو الذي لا يبتعد كثيرا عن ديكور المكتب! وما فائدة الصحف إذا دفنت نفسها في خضم السياسة دون توظيف الإمكانات الإبداعية في المجالات المختلفة! وذلك بعيدا عن العادة التي تقتل روح العمل وتجوفه من إمكانات وصوله الجميل وبلاغة تأثيره في الواقع.

ولما كان الحسن البصري رحمه الله قد علمنا الدرس العملي في افتتاح أعمال الخير والمبادرة إليها كانت الخطوات العملية في تفعيل المشهد الثقافي، وكانت نشرة "ثقافة" مفتتح خير لوضع الأمور في نصابها على صعيد النشر الإعلامي، وما التوفيق إلا من عند الله، إضافة إلى جهد المقل الذي نجتهد في تقديمه بإذن الله.

واليوم تمتد صفحاتنا المتواضعة لتفسح الميدان أمام فدائيي المشهد الثقافي العاملين بصمت، وتفتح صدرها الرحب للتفاعل على كافة المستويات. فمرحبا بكل مبدعينا، ومرحبا بكل مشاركاتهم وأخبارهم، وأملنا في الله كبير أن يبارك في سنبلة الخير هذه، وأن يجعل غرسها ضاربا في الأرض ممعنا في السماء، يؤتي أكله كل حين.

والسلام،،،